OH, HI!: سأجعلك تُحبّني
أليسا ويلكينسون- نيويورك تايمز
Tuesday, 29-Jul-2025 06:54

تتّجه مولي غوردون ولوغان ليرمان إلى شمال الولاية لقضاء عطلة نهاية أسبوع رومانسية، لكنّ الأمور لا تسير كما هو مخطّط لها.

لست خبيرة في أنماط الحُبّ الرائجة، لكنّني أعلم أنّ هناك نوعاً يُطلق عليه عشاق هذا النوع اسم «القرب القسري»، فيجد شخصان نفسَيهما غير قادرَين على الهروب من وجود أحدهما مع الآخر، وأفترض أنّ الأمر ينتهي بهما إلى الوقوع في حُبّ جنوني.
الفكرة لها جاذبيّتها: إنّ مجرّد تواجد شخص ما في محيطك الجسدي لفترة كافية سيدفعه إلى رؤية مدى جاذبيّتك التي لا تُقاوم. الجاذبية واضحة: ليست فقط في الرومانسية، على رغم من أنّها الغاية الأساسية، بل أيضاً في الإيحاء بأنّك بالفعل بهذا القدر من السحر.
«أوه، مرحباً!» هو نسخة أكثر واقعية قليلاً من هذه الفكرة، قابلة للتصديق، لكنّها تعتمد على الخيال نفسه، وإن كان ذلك بجرعة من السخرية السوداء. الفيلم من كتابة وإخراج صوفي بروكس، ويَروي قصة إيريس (مولي غوردون) وآيزاك (لوغان ليرمان) اللذَين يتوجّهان إلى شمال الولاية لقضاء عطلة نهاية أسبوع رومانسية. علاقتهما مليئة بالمزاح الحميمي، لكنّنا نكتشف تدريجاً أنّها علاقة جديدة؛ لا يزالان يتعلّمان عن بعضهما، يحاولان إثارة إعجاب بعضهما، ولا يستطيعان كبح رغباتهما. لا يزالان يكتشفان بعضهما، وذلك ما يجعل الأمر لطيفاً.
كل شيء يبدو جميلاً حتى يُقرّران إدخال بعض الإثارة إلى علاقتهما في غرفة النوم. حينها يعترف أحدهما بشيء، وتأخذ الأمور منعطفاً غير متوقّع. لن أفسد الأحداث، لكن يمكنني القول إنّه، وبعد حالة من الذعر، تضطر إيريس إلى الإتصال بأفضل صديقاتها، ماكس (جيرالدين فيسواناثان، المتألقة دوماً)، وصديق ماكس، كيني (جون رينولدز)، لطلب المساعدة، ويحاول الجميع حلّ المشكلة التي أوقعوا أنفسهم فيها، لتزداد الأمور سوءاً بشكل كوميدي.
النصف ساعة الأولى من «أوه، مرحباً!» جذّابة فعلاً، ويرجع ذلك في الغالب إلى أنّ غوردون (التي تُنسَب إليها فكرة القصة) وليرمان، يبدوان وكأنّهما يستمتعان حقاً مع بعضهما البعض: يشربان النبيذ، يطبخان، يسبحان في البحيرة ويشاهدان اليراعات من الشرفة الخلفية.
هناك نوع فرعي كامل من الأفلام المستقلة ذات الميزانية المنخفضة التي تُصوَّر في منازل شمال مدينة نيويورك - عادة ما تكون أفلام رعب أو كوميديا، أو كلاهما - وغالباً ما تكون ممتعة بصرياً، ليس فقط بسبب جمال المناظر المحيطة. ربما لأنّ الممثلين يشعرون براحة أكبر في هذا النوع من الأجواء، أو ربما بسبب طابع الإجازة الذي تحمله هذه المواقع. في كل الأحوال، شعرتُ برغبة في استئجار سيارة والانضمام إليهم.
لكن مع منتصف الفيلم، يبدأ السرد في التباطؤ، ويأخذ طابعاً تكرارياً. وهذا جزء من طبيعة الفكرة نفسها: هناك نوع من «الجمود» في الأساس. الفيلم يتناول علاقة بُنِيَت على توقعات غير متطابقة، ولن يُكتب لها النجاح على الأرجح، ويتناول أيضاً مدى سهولة الوقوع في فخ هذه التوقعات المتباينة ضمن مشهد العلاقات المعاصر.
الأمر لا يعني بالضرورة أنّ عصر الخطوبة والزواج الأحادي القديم كان أفضل للجميع؛ بل إنّ إدخال مفاهيم مثل العلاقات غير الرسمية، والعلاقات الضبابية، وأنماط العلاقات المختلفة إلى المشهد الاجتماعي، يعني أنّ مَن لا يتواصل بوضوح محكوم عليه بالفشل منذ البداية.
هذه خلاصة الفيلم، وهناك ينتهي، لكنّه يدور في مكانه لفترة قبل أن يصل إلى هذه النقطة. لذا، إلى الحدّ الذي ينجح فيه - وهو ينجح كثيراً في أوقات كثيرة - فإنّ الفضل يعود إلى الممثلَين، خصوصاً غوردون، وعند دخولها إلى المشهد، فيسواناثان، فكلتاهما تُضفي على الشاشة طاقة فيها لمسة من المشاكسة، وكأنّهما على وشك الانزلاق إلى الجنون أو النشوة في أي لحظة.
امنح أيّاً منهما النص المناسب والمساحة الكافية للعب، وستحصل على عرض ممتع فعلاً. غوردون، بصفتها البطلة الحقيقية للفيلم، تستعرض كامل طاقتها التمثيلية، وإذا شعرنا بالإرهاق في النهاية، فهي تبدو كذلك أيضاً، بطريقة تحمل شيئاً من التطهير النفسي. طريق الحُبّ الحقيقي لن يكون سهلاً أبداً.

الأكثر قراءة